رياضة

فلسفة زيدان التدريبية في مباراة الريال وبرشلونة الأخيرة دوري 2021

فوز الريال على برشلونة 2-1

فلسفة زيدان التدريبية الجديدة

الفلسفة التدريبية التي يتبعها زيدان في مباريات الريال ضد برشلونة تقوم على توظيف الضغط النفسي ضد لاعب الخصم لكن ليس بالطريقة المعهودة التي تقوم على تكليف أكثر من لاعب بالضغط عليه من أجل تخليصه الكرة إنما على وضعه في موقف محير يؤثر على سرعة اتخاذ قراره فيما يفعله بالكرة التي صارت بين قدميه.

تقوم فلسفة زيدان التدريبية على تضييق خيارات التمرير لدى لاعب إلى درجة الصفر حيث يعجز اللاعب عن تمرير الكرة إلى أي شخص من فريقه سواء كان متقدماً أو متأخراً وذلك بسبب الرقابة اللصيقة للاعبين الآخرين الذين يحتمل أن يمرر لهم صاحب الكرة.

فبينما يبحث هو عن لاعب يمكنه استلام الكرة يكون قد استغل المدافع أو لاعب الريال المكلف بمراقبته ومتابعته الفرصة لخطف الكرة ومع قدرة لاعبي برشلونة على المحاورة بالكرة وتجاوز المدافعين إلا أن الحيرة التي يقعون بها بسبب هذه الخطة تجعل ذهنهم مشتتاً وتفكيرهم غير مركز على عملية المحاورة والتجاوز مما يقلل قدرتهم على تجاوز المدافعين إلى النصف أو أقل من ذلك

فلسفة زيدان التدريبية هذه يظهر أنه اتبعها معظم المباريات التي جرت ضد برشلونة في الأعوام الأخيرة ومع أن فلسفة زيدان التدريبية تتطلب جهدا كبيراً والتزاماً صارماً من قبل اللاعبين إلا أنها تؤتي ثمارها الرائعة بتحقيق نتائج جيدة في المقابلات المتكررة بين الريال ويرشلونة

علم النفس وكرة القدم و فلسفة زيدان التدريبية

وقد أصبح الاعتماد على علم النفس في عملية التدريب مهماً جدا في الواقع التدريبي الكروي الحالي ومن أبرز الأمثلة على توظيف هذا العلم في عملية التدريب ما قام به المدرب الألماني الذي تولى تدريب المنتخب اليوناني في بطولة أمم أوروبا 2004 التي أقيمت في البرتغال واستطاع هذا المنتخب الذي يعد من الطبقة الثالثة من حيث المستوى بالمقارنة مع المنتخبات الأوربية أن يفوز بالبطولة ويحقق إنجازاً لم يسبق له تحقيقه وفاز على المنتخب البرتغالي في المباراة النهائية بنتيحة 1-0

لقد شاع توظيف علم النفس من أجل تحقيق نتائج جيدة في مباريات كرة القدم منذ التسعينيات تقريباً إلا أنه تركز على تدريب حراس المرمى في التأثير على اللاعبين عند تنفيذ ركلات الجزاء من خلال تقديم رسائل مربكة بالنظر في عيني اللاعب المؤدي للركلة أو القيام بحركات معينة صغيرة تؤثر على تركيز اللاعب

فلسفة زيدان التدريبية
فلسفة زيدان التدريبية

 

إلا أن إدخال هذه الفلسفة والخطط ضمن تفاصيل المباراة ومجرياتها من الدقائق الأولى حتى النهاية يشكل تحدياً كبيراً أمام المدربين ويحتاج تنمية ذهنية ونفسية لجميع اللاعبين في هذا الجانب

فربما ينقلب الضغط النفسي على الفريق المطبق لهذه الخطة بسبب تسجيل فريق الخصم هدفاً أولاً لذلك لا ينبغي توظيف مثل هذه الخطط إلا بعد التأكد من مستوى اللاعبين الفكري في فهم هذا الأمر وغايته وقدرتهم على طرد التفكير السلبي بسبب حصول أمر غير متوقع في المباراة

لذلك نجد زيدان بعد نهاية المباراة قد مدح اللاعبين كثيراً على التزامهم بالخطة وقال لقد تعبنا كثيراً خلال هذه المباراة لكن سعادة الفوز تزيل ذلك التعب وتقديراً منه لجهد اللاعبين أكد أنه عليهم الراحة خلال الأيام القادمة قبل مواجهة فريق ليفربول في إنكلترا وهي المباراة التي سيدخل إليها ريال مدريد معززا بالفوز على برشلونة وبنتبجة الفوز في مباراة الذهاب على ليفربول.

فلسفة زيدان التدريبية تؤكد نظرية”مدرب خبير لا لاعب مشهور”

وجدير بالذكر أن النتائج التي تحققت باتباع فلسفة زيدان التدريبية هذه قد أكدت أن النادي الملكي لا تنحصر قيمته أو إنجازاته بلاعب واحد كما كان يظن الكثيرون ويقولون ريال مدريد بدون كريستيانو لا شيء كما تؤكد هذه النتائج أن الدور الأكبر في تحقيق الانتصارات يعود للمدرب الخبير الناجح وهذا ما أكده زين الدين زيدان حيث دخل المباراة بتغيير أربعة لاعبين من التشكيلة الأساسية ومع هذه التغييرات استطاع تحقيق الفوز على غريمه التقليدي برشلونة.

ولم تعلن إدارة الريال أو زيدان عن هذه الفلسفة التدريبية بتصريح رسمي إلا أن نظرة متعمقة في مسودة الخطة التي نشرتها صحيفة إسبانية والمرفقة مع هذا المقال والتي تتضمن توجيهات زيدان للاعبين تبين ذلك.

فالخطة توضح أن زيدان طلب من اللاعبين الضغط على لاعبي الخصم عندما يفقدون الكرة ومراقبة انيستا وراكيتيتش كي لا تصل الكرة إليهما، كما يطلب الضغط  من قبل مارسيلو وكارباخال على الظهيرين في فريق برشلونة ألفيش وألبا، وتركيز  اللاعب البرازيلي كاسيميرو في قلب دفاع الفريق، والضغط على ميسي بمراقبة تحركات سواريز عندما يستلم ميسي الكرة لوضعه في موقف محير يجعله يضطر لإعادة الكرة للخلف أو القيام بمحاورة فاشلة.

ومع أنه استطاع التسديد عدة مرات على مرمى الريال خلال المباراة إلا أنها كانت محاولات فاشلة نرجح أن سببه الضغط النفسي الذي مارسه لاعبو الريال عليه بجعل خيار التسديد اضطرارياً كي لا يفقد الكرة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليق

زر الذهاب إلى الأعلى

تم اكتشاف استخدام ميزة AdsBlock في متصفحك

يرجى تعطيل مانع الإعلانات من متصفحك لمشاهدة محتوى الموقع