رياضة الجمباز هي نوع من التمارين الرياضية التي يتطلب أداؤها للقوة البدنية بالإضافة إلى الليونة والمرونة وخفة الحركة وسرعتها مع التنسيق كما أنه يسهم في التوازن بالجسم والتحكم به.
نبذة تاريخية عن رياضة الجمباز
إن رياضة الجمباز رياضة موجودة منذ القدم فقد كان الإغريق يلعبون الجمباز كنوع من الترفيه و لتحضر للحروب بالإضافة إلى المصارعه ورمي القرص ورمي السهم والجري والقفز، كما أن الجمباز رياضة موجودة منذ نحو 2000 عام تقريباً.
وقد ساهمت هذه الأنشطة في تطوير العضلات لدى المحاربين التي تلزمهم في القتال اليدوي، وقد استخدم الإغريق القدماء اللياقة البدنية كطريقة لركوب الخيول والنزول عنها بالإضافة إلى اكتساب المهارات الإضافية الكثيرة.
كما أن الإغريقيون القدماء علمو طلابهم الصغار الجمباز كجزء من تدريبهم على القتال، وما بين القرن الثامن عشر والقرن التاسع عشر، قام اثنان من مدربي التربية البدنية بإنشاء تمارين اللياقة على العديد من الأجهزة التي عملوا على تصميمها كي يتدرب عليها الأولاد والشباب.
وقد صمم “فريدريش جان” المعروف باسم “أبو الجمباز” والذي صمم القضيب الأفقي و القضبان المتوازية وعارضة التوازن و الحصان الجانبي مع المقابض بالإضافة إلى السلالم و حصان القافز، وفي أوائل القرن التاسع عشر، بدأ المدربون باستخدام الجمباز في برامجهم التدريبية، كما أن القوات المسلحة بدأت في أوائل القرن العشرين باستخدام الجمباز في تدريب كتائب الجيش وكانت هذه التدريبات تضم أنواع رياضة الجمباز جميعاً، ومع نهاية القرن التاسع عشر أصبحت رياضة الجمباز شائعة عند الرجال بما يكفي لإدراجها في الدورة الأولى للألعاب الأولمبية الحديثة والتي أقيمت في عام 1896.
وقد بدأت النساء في المشاركة بالأولمبياد في رياضة الجمباز لأول مرة في العشرينيات من القرن الماضي، فقد أقيمت أول مسابقة أولمبية للسيدات في أمستردام في دورة الألعاب الأولمبية لعام 1928، ولكن كان هذا الحدث الوحيد للمنافسة النسائية، إلى أن أقيمت مسابقة للسيدات في أولمبياد عام 1952 والذي أصبح أول نظام كامل للنساء في المنافسة، ومع حلول عام 1954، تم توحيد أجهزة الألعاب الأولمبية لكل من الرجال والنساء معا بشكل حديث، وتم تنفيذ المعايير للتسجيل بالإضافة إلى نظام النقاط من 1 إلى 10.
والذي يتم فيه تسجيل نقاط الجمباز للرجال على أساس فردي أو جماعي، وقد أصبحت تشمل تمارين القضيب الأفقي حالياً والقضبان المتوازنة والحلقات والتمارين الأرضية بالإضافة إلى حصان الحلق والقفز الشامل الذي يجمع نتائج الأحداث الستة الأخرى، كما تشمل ألعاب الجمباز النسائية على عارضة التوازن و القضبان المتوازية الغير المستوية والتمارين المشتركة بالإضافة إلى التمارين الأرضية والقفز والجمباز الرياضي الإيقاعي.
أهمية رياضة الجمباز
يوجد فوائد كثيرة لرياضة الجمباز وخصوصاً للأطفال الصغار فهم سريعو التأثر بها بسبب نشاطهم، ففي الطفولة أفضل وقت لتعليمهم السلوكيات الصحية والاجتماعية التي تساعدهم في تشكيل بقية حياتهم، وأن لاعبوا الجمباز يحتاجون إلى عقولهم وأجسادهم من أجل ٱداء التمارين بشكل مناسب، كما أن الكثير من الأطفال يستمتعون بالجوانب البدنية في رياضة الجمباز، حيث أن رياضة الجمباز توفر لهم النشاط البدني والمرح معاً، غير أن هذه الرياضة توفر فوائد مهمة جسدية واجتماعية ومعرفية تؤثر معهم مدى الحياة من أبرزها ما يلي:
- اللياقة البدنية والتحكم في الجسم: يتعلم الكثير من اللاعبين لعبة الجمباز وهم صغار فهم يمتلكون القدرة واللياقة البدنية العالية المناسبة لتعلم هذه الرياضة، و أول ما يتعلمه اللاعبين هي قيمة الإحماء التي تسبق التمارين والحاجة إلى الممارسة لإنجازات الروتينية للعب رياضة الجمباز، كما أنهم سيكتشفون بأن قلة النوم أو سوء التغذية سوف تسرق منهم الطاقة التي تلزمهم للمشاركة في المنافسات، وقد يشعرون بالفخر لتعلمهم السيطرة على أجسامهم وحفاظهم على القوة اللازمة لتنفيذ مناورات الجمباز، مما يساهم في التقليل من مخاطر السمنة أو المشاكل الصحية المرتبطة بنمط الحياة الغير صحي،كما أن الرياضات التي تحمل الأثقال مثل الجمباز تبني عظام وعضلات صحية، وهي نوع الأنشطة التي تخلق للاعب الجمباز جسم متناسق ووضعية صحية ممتازة.
- القوة والتحمل والعزم: تحتاج رياضة الجمباز إلى القوة البدنية العالية وإلى القدرة على التحمل، كما أن لاعب الجمباز يبني قوة جسدية هائلة بالجزء العلوي من جسمه ليستطيع رفع نفسه على القضبان أو تقلب عبر البساط، بالإضافة إلى ذلك الجمباز يقوي الجزء السفلي تساعد الجسم على الهبوط بشكل صحيح إلى جانب الترجل والجري والقفز، وتسهم في التحمل المطلوب لتنفيذ المناورات المتكررة إلى أن يتم إتقانها، ومع التصميم والانضباط يتعلم اللاعب الروتين اليومي لهذه الرياضة.
- المرونة والتنسيق والتوازن: يسهم النشاط البدني العالي لرياضة الجمباز في تعزيز التوازن للجسم كما أنه يساعد بالتنسيق والمرونة، أيضاً بجميع أنواعه من الهبوط إلى الدوران على القضبان المتوازية إلى حصان الحلق، فيجب أن يكون الجسم لين و مرن بما يكفي حتى يلتوي في جميع الاتجاهات دون فقدان توازنه أو إيذاء العمود الفقري أو أي جزء آخر من الجسم لإكمال الروتين الرياضي.
- احترام الذات والثقة والتغلب على المخاوف: يعلم الجمباز المتدرب عند تحقيقه النجاح الثقة بنفسه ويعزز احترام الذات لديه كما أنه يساعده بالتغلب على خوفه فعندما يبدأ بتعلم مهاراته الجديدة، فيتعين عليه التخلص من الخوف أثناء التمارين وخصوصاً عندما ينفذ هذه التمرينات التي اكتسبها أمام الجمهور، تأكيداً على قدرته و مهاراته التي تعلمها والتي ستبني لديه الثقة وتشعره بالفخر بالإنجاز الشخصي الذي قام به.
- الفوائد المعرفية: يطور الجمباز المهارات المعرفية للاعب لأنه يتطلب منه استخدام العقل لإكمال الروتين أثناء أدائه تمارين الجمباز بالإضافة إلى الليونة والقوة الجسدية، لأنه يعمل على تحسين التركيز الضروري لأداء حركات الجمباز بشكل منتظم ومتناسق وتحديد كيفية تنفيذ المناورات التي سوف تعزز مهاراته.
- تطوير عظام قوية وصحية: يجب على لاعب الجمباز أن يحمل وزنًا ثقيلاً هذا ما يساعده بتطوير عظامه حتى تصبح قوية وصحية، فعند التقدم بالعمر يعاني الكثير من الناس من فقدان كثافة العظام بمرور السنين، ولكن عند بناء عظام قوية وصحية بسن مبكر، سوف يمكنهم هذا بالتقليل من علامات هشاشة العظام، والذي سوف يساعد على منع الكسور عندما نتقدم بالسن.
- الجمباز يساعد في تنمية القوة: إلى جانب نمو العظام القوية والصحية،سوف يساعد الجمباز على بناء القوة الجسدية الكلية وتعود فوائد الجمباز على بناء العضلات من خلال أداء تمارين التقوية للجسم التي يتطلبها لعب الجمباز.
- زيادة التنسيق: تسهم تمارين الجمباز بتحسين تنسيق الجسم بشكل كبير كونه جزءًا من برنامج الجمباز، حيث أن تمارين الجمباز تعمل على المهارات التي تشمل الوقوف والمشي والقفز وبتحسين التنسيق لدى المتدربين، الذين يتعلمون هذه المهارات خلال مجموعة متنوعة من التدريبات مما يجعل المتدرب أكثر رشاقة ليتمتع بالرياضات الأخرى في المستقبل.
- تحسين المرونة: يتعين على لاعب الجمباز أن يكون جسده لينا لأن أكثر الحركات الجمبازية تتطلب المرونة الجسدية الكبيرة، فعندما تزيد المرونة سوف يقلل هذا من فرص الإصابة أثناء التمرين، وإذا كان الجسم مرنًا للغاية غالبًا ما تستمر هذه المرونة معهم في وقت لاحق في الحياة، مما يساعدهم في دعم وضعية الجسم المناسبة عند تقدمهم في العمر، كما أنه يحد من مشاكل آلام الظهر ومشاكل العمود الفقري عند تقدمهم في السن.
مواضيع قد تهمك: